تدعم أبوظبي الابتكار في مجال الرعاية الصحية من خلال تقديم ملايين الدراهم في شكل منح كل عام إلى الرواد العالميين والمحليين في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وتضم قمة رواد التكنولوجيا والابتكار، والتي أطلقتها وزارة الاقتصاد وإدارة التنمية الاقتصادية – بأبوظبي في عام 2017، خبراء الاستدامة والشركات الناشئة والشخصيات البارزة والمستثمرين والمسؤولين رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم.
وتحتضن القمة أيضًا برنامجًا متميزًا للجوائز يهدف إلى دعم الشركات الناشئة والمبتكرين الذين يقدمون حلولًا للتحديات التي تواجه البشرية في مجالات الطاقة والرعاية الصحية وقضايا البيئة.
وطلب الدكتور/ طالب التل، أستاذ مشارك في الكيمياء الطبية العضوية بجامعة الشارقة، الترشح لنيل جائزة قمة “رواد التكنولوجيا والابتكار” في مجال الرعاية الصحية، والتي مُنحت لأول مرة في عام 2019، وهي الأولى من نوعها في المنطقة. وكان الدكتور “طالب” من بين 23 فائزًا تم اختيارهم من بين1,183 متقدم، وعلم هؤلاء الفائزون أنهم سيتقاسمون جوائز نقدية وعينية بقيمة إجمالية تبلغ 3 ملايين درهم في قمة “رواد التكنولوجيا والإبداع” في العام التالي.
وحصل الدكتور “طالب” على تمويل لاثنين من براءات الاختراع. كانت الأولى نهجًا غير تقليديًا لاستخدام جزيء صغير في تطوير دواء يعالج مختلف أنواع أمراض السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والثدي والقولون. والاختراع الثاني عبارة عن مركب يستهدف مشكلة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية المعروفة باسم “الآفات الخارقة”. واليوم، يسعى الدكتور “طالب” للحصول على مزيد من التمويل للانتقال إلى مرحلة الحضانة، عندما يختبر فريق العمل التابع له الأدوية في التجارب السريرية. ويقول أيضًا، “إن قمة رواد التكنولوجيا والابتكار ذات تأثير عالمي حقيقي”.
وقال الدكتور “طالب”: “تمنحنا جوائز قمة “رواد التكنولوجيا والإبداع” زخمًا للاستمرار في إتقان أعمالنا، وتحقيق الاكتشافات بما يعود بالنفع على المجتمع – وليس دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، بل بقية دول العالم أيضًا”.
ويضيف الدكتور “طالب” قائلاً، “إن الاستثمار في التكنولوجيا الابتكارية هو تطور طبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
“ومع وجود الكثير من الأفكار وبراءات الاختراع، فإننا بحاجة إلى الأموال والمنح من الحكومات لتعظيم الاستفادة من التكنولوجيا.”
وهذا الاستثمار في العلاجات التحويلية لديه القدرة ليس فقط على تغيير حياة الأشخاص وإنقاذ أرواحهم، ولكنه مجزي أيضًا من الناحية المالية.
ويقول الدكتور “طالب” موضحًا، “فعلى سبيل المثال، تبلغ قيمة صناعة الأدوية المضادة للسرطان في الوقت الراهن حوالى “200” مليار دولار أمريكي، ويبلغ حجم نمو المبيعات السنوية لأي شيء له علاقة بأدوية السرطان ما بين “10” مليارات إلى “20” مليار دولار أمريكي سنويًا”.
وتلقت قمة “رواد التكنولوجيا والابتكار” أكثر من 4000 طلب من أكثر من 90 دولة للترشح لجوائز القمة لعام 2020، ووقع الاختيار على 30 فائزًا خلال الحفل الذي أُقيم في شهر فبراير في جامعة نيويورك بأبوظبي. وتولت لجنة فنية دولية فحص الطلبات، وتقييم كل شركة ناشئة، وإمكانية تنفيذ أفكارها التحويلية بشفافية كاملة.
وسيستخدم جميع الفائزين جوائزهم لتطوير الأفكار وإعداد الأبحاث وبراءات الاختراع التي قد توفر حلولًا لبعض التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم.
ركزت طلبات الجوائز لعام 2020 بشكل خاص على مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك برامج تتبع حركة العين وتحليل الوجه للكشف عن المصابين بالتوحد، وجهاز “العصا الذكية” لأصحاب الهمم، ونظام نقل الإشارات الجسدية إلى العضو البديل، والهدف منه تنبيه الفرق الطبية بشأن المتبرعين بالأعضاء المحتملين.
وقال “سعيد المنصوري”، وزير الاقتصاد الإماراتي، خلال قمة “رواد التكنولوجيا والابتكار”: “لا شك في أن التحولات التكنولوجية الهائلة للهيكل الصناعي والاقتصادي هو الأمر الأكثر إلحاحًا في الوقت الراهن”. “ونحن واثقون من أن التطورات في مجالي الابتكار والتكنولوجيا قد تغير طبيعة المهن والصناعات والمدن والطريقة التي يعيش بها البشر في المستقبل.”
وقال وكيل دائرة الطاقة بأبو ظبي، محمد جمعة راشد بن جرش الفلاسي، إن توقيت قمة “رواد التكنولوجيا والابتكار 2020” هو التوقيت الأمثل، لأن العقد القادم سيجلب معه العديد من التقنيات المتطورة، وتكرس دولة الإمارات العربية المتحدة جهدها لإنشاء نظام بيئي يدعم الابتكار باعتباره المفتاح لمستقبل مستدام وآمن.
وقال “محمد جمعه”: “لقد شهد العالم نمواً تكنولوجيًا سريعًا خلال الخمسين عامًا الماضية، وهذا النمو آخذ في الزيادة. لقد خلقت الثورة الصناعية الرابعة تحولًا غير مسبوقٍ في طريقة حياتنا وعملنا، والتواصل مع بعضنا بعضًا.