حان الوقت لتتقبل النساءُ المجاملات والمديح

لم أكترث لما قالته في المرة الأولى، لمّا أثنيت على حذائها الرائع، فسرعان ما قالت “أوه… إنه يخفي الكثير”… كانت في العشرينات من عمرها؛ لكنّ هذا ليس هو المهم، فلم يكن لديها ما تخفيه حقًا. وفي المرة الثانية التي قالت فيها ذلك، في مجاملة أخرى، أوقفتها على الفور. كنت أكبُرها بعشرين عامًا. كان حري بي أن أفعل شيئًا حيال ذلك. ثم سألتها “لماذا قلتَ ذلك؟ لست بحاجة إلى ذلك. بعد أن تعرّفنا إلى بعضنا البعض بشكل أفضل، أخبرتني بأنني أوقفتها عن ذلك بالفعل وجعلتها تفكّر في سبب تحريفها لمجاملتي إياها مع استنكار ذاتها استنكارًا بالغًا.

قبيل العام الجديد مباشرةً، نشرت الكاتبة، إليزابيث جيلبرت، التي تصدّرت قائمة أفضل المبيعات، مؤلفة فيلم الدراما والرومانسية “Eat Pray Love” الشهير، منشورًا على انستجرام حول هذا السلوك لدى النساء، حيث قالت “إنّ الاستماع إلى امرأة تستنكر ذاتها وتقلل من شأنها يشبه رؤية طائر العنقاء ينزع جناحيه”.

في التعليق، كتبت إليزابيث، التي هي في الأربعينيات من عمرها “يا رفاق، لا أستطيع أن أفعل ذلك بعد الآن؛ لا أستطيع مهاجمة نفسي، لا يمكنني إزدراء نفسي، لا يمكنني الردّ على مجاملة أحدهم بإظهار عيوبي الخفية، لا أستطيع حقًا”.

مضت إليزابيث تشرح كيف أنها في السنوات الأخيرة فقدت “موهبتها المظلمة” للنقد الذاتي، بعد أن اعتبرتها بمثابة انتهاكًا للحرمات. وعندما حدث ذلك، لاحظتْ كم امرأة أخرى شحذت هذا التصرف غير الحكيم، ولم تستطع أن تتحمل سماعهن يفعلن ذلك أيضًا. وتقول” أعلمُ أنني عندما استطعت إيقاف هذا الاستنكار المتعجل للذات منذ عدة سنوات، فإنّ ذلك وضعني على الطريق الصحيح لتحديد كم مرة كنت انتقد فيها ذاتي بهذه السهولة.

لا أحد يحبُ التفاخر أو التباهي، لكنّ الأمر مختلف تمامًا. وعلى الرغم من أنني لا أرغب في استبعاد الرجال من هذه الصفة، فسماع المجاملة والمديح سمة أنثوية بحتة، وأتساءل لماذا لا يمكن تكون صفة حقيقية. فالأمر لا يتعلق بالمجاملات فحسب؛ فبعض النساء يزدرين أنفسهن دون محاولة إثبات العكس حتى. إن الإشارة إلى عيوبنا للآخرين “عادة” نتعلمها في مقتبل العمر.

إضافة إلى ذلك، قالت هانا جادسبي في العرض الخاص من برنامج “نانيت” الممتع، الذي يُعرض على نيتفليكس  هذا العام، هذا النوع من الاستنكار الذاتي هو ما تستند إليه الكوميديا الترفيهية “ستاند أب كوميدي”. لكنها خلصت إلى نقطة معينة، مثلما فعلت إليزابيث، لكن الأمر كان صعبًا لشخص ما في مجالها، حيث لم تعد قادرة على القيام بذلك بعد الآن. وأردفت هانا “هذا التصرف ليس تواضعًا، بل إنه مهانة وإذلال”… “فأنا استنكر ذاتي من أجل التكلم، من أجل طلب الإذن للتحدث، ولن أفعل ذلك بعد الآن، ليس لنفسي أو لأي شخص يعرفني”. إنّ تعلّم قبول المجاملة دون تحريفها عن طريق الاستنكار الذاتي يبدو غير طبيعي وغير مريح في بداية الأمر، ولكن بمجرد قولكِ عبارة بسيطة مثل “أوه، شكرًا لك”، فأنتِ بذلك في طريقكِ الصحيح.

ومهما كان رأيك في حركة #MeToo “أنا أيضًأ”، فإن معرفة كيفية قبول المجاملات بأدب بدلاً من إهانة ذاتك أو استحقارها أمام الآخرين يساعد على بناء ثقتك بذاتك ووعيك بها. هذه عضلات ذهنية، على المرأة أن تتعلمها كي تشعر بالراحة والسلامة لدى أي رجل يقف أمامها. عليكِ أن تبدأي من نقطة ما؛ ألا وهي إنهاء لعبة الكذب على نفسكِ أمام الآخرين، وكوني أكثر عقلانية بشأن ما تقولينه، فهي نقطة مثالية تطلق العنان لنفسكِ من أي مكان.

تتابع إليزابيث قائلة “إذن فما هو الشيء التالي الذي يمكنكِ القيام به؟ “عندما تسمع امرأة أخرى “تحط من قدرها أو تستنكر ذاتها أو تزدري نفسها”، حتى لو قالت إن الحذاء الذي أخبرتها بأنه رائع اشترته بخصم ولم تكن تريده حقًا، اسألها عن السبب، بل اطلب منها التوقف عن ذلك فورًا.

 

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.