الركض

عندما يتعلق الأمر بالركض تفضل عارضة الأزياء كارولين لابوتشير الركض البطيء

عندما يتعلق الأمر بالركض، قد تحب كارولين لابوتشيري خوض سباق الركض لكنها لا تفضل السرعة بأي شكل من الأشكال.

لم يكن الأمر هكذا دائماً لأم الطفلين الراشدين البالغة من العمر 55 عاماً، التي تعيش في دبي مع زوجها ديفيد وكلبين، وكثيراً ما تسافر من أجل حياتها المهنية الجديدة الصاخبة كعارضة أزياء عالمية.

اعتادت أن تركض 100 ميل بالإضافة إلى سباقات الدراجات، لكنها تخلت عن ذلك بعد أن تعرضت للانهيار. (وتوضح كارولين: “أيضاً عليك أن تضع كل المستلزمات في السيارة، والكلاب بحاجة إلى التمارين، وهذا هو ما أنهى رياضة ركوب الدراجة”). كما اعتادت أن تخوض سباقات 10 كم، متحدية نفسها للعمل على التحسين المستمر، حتى تتغلب على الوقت دائماً.

ضاقت كارولين ذرعاً من مسألة السرعة أثناء مشاركتها في جلسات الركض السريع التي أقامها زوجها ليلة الثلاثاء، فعلى عكس زوجته، يحب المدرب السابق الذي ترك الجيش البريطاني والحاصل على أعلى تصنيفات في سباقات Ironman الثلاثية التسابق كثيراً.

وتوضح كارولين: “لقد سئمت حقاً من أيام الثلاثاء وضقت حقاً من محاولة التغلب على نفسي، لأنني أميل إلى التدرب مع الشباب وجميعهم أسرع مني. مع أنني ما أزال أفوز عند التسابق مع مجموعة من نفس عمري، لكن لو لم توجد مجموعة من نفس عمري، لا أصل إلى أي مكان. إنه أمر مثبط للمعنويات، حقاً”.

كانت لابوتشر ما تزال تحاول التسابق عندما خاضت الماراثون الأول لها في باريس مع ابنها ماكس ، وأنهته في أربع ساعات تقريباً.

وتقول: “لم نستطع المشي في اليوم التالي، ذهبنا إلى المطعم في تلك الليلة ولم تكن هناك طاولة في الطابق السفلي، لذا كان علينا الصعود إلى الطابق العلوي. لقد كان مطعم إيطالي وكان علينا أن نسير إلى الأمام وإلى الخلف. كنا نشعر بالألم كثيراً. لقد كنا نرفع أرجلنا بأيدينا حرفياً “.

كافحت لابوتشر في سباقات الماراثون الأولى لها، وكانت تهدف إلى تحقيق وقت أسرع ولكن تلجأ إلى المشي عندما لم تستطع أن تحقق ذلك. وبعد أن خاضت ماراثون قاسياً محتدماً أقيم في دبي، اقترح عليها زوجها أن تأخذ الأمور ببساطة وتجعل هدفها تخطي عدد من الكيلومترات في ست دقائق.

كانت تلك هي بداية حبها لتخطي مسافات طويلة ببطء، والاستمتاع بذلك حقاً. وبعد شهور من التدريب المكثف، في أبريل/نيسان خاضت أول ماراثون مسافات بعيدة وهو ماراثون Old Mutual Two Oceans Ultra Marathon الذي أقيم في كيب تاون بجنوب أفريقيا وبلغ 56 كم.

ومع أن لابوتشر تعلم أن هناك فوائد للجري السريع، ومنها إبطاء فقدان ألياف العضلات سريعة النفض المصاحبة لتقدم السن، فقد قررت ألا تكترث.

وتقول: “لا أفهم لماذا قد أريد أن أركض سريعاً. إن الركض ببطء أمر لطيف، إذ يتسنى لك شم الروائح من حولك. وألقي السلام على جميع من أمر بهم. فضلاً عن عدم الشعور بالضغط بل هو ضرب من ضروب الدردشة”.

كانت لابوتشر تعمل كموظفة استقبال في مدرسة عندما بدأت العمل كعارضة أزياء قبل عامين فقط. مع أنها كانت تحلم بهذا النوع من الحياة المهنية عندما كانت في سن المراهقة، إلا أنها لم تفكر في الأمر منذ أن اجتاحتها الحياة الزوجية والأمومة والتنقل بسبب عمل زوجها بالجيش. لقد أُقحمت في العمل بشكل غير متوقع، أثناء مرافقتها لابنتها ميمي، التي تعمل كعارضة أزياء هي الأخرى، في جلسة تصوير.

ومنذ ذلك الحين ظهرت لابوتشر في النسخة البريطانية من مجلة  Vogue، وظهرت على منصة عرض الأزياء في أسبوع الموضة في لندن للماركة البريطانية Rixo  وظهرت في حملات رقمية لفندق Langham بلندن وجزيرة الجبيل في أبو ظبي.

امتزج جمالها مع شعرها الطويل الرمادي، الذي قصته وتوقفت عن صبغه في أواخر الأربعينيات من عمرها، وهو عامل جذب واضح لأصحاب الإعلانات. لكن لابوتشر تنضح أيضاً بشعور منعش من الثقة بالنفس والجمال والتفاؤل، هذا النوع من الشعور الذي يأتي عند منتصف العمر عندما يحيا المرء حق حياة. وهذا يعني أنها صارت أيضاً مصدر إلهام مرغوب فيه لحركة الشباب الدائم أو الإيجابية مع تقدم السن.

تقول لابوتشر إنه من هذا المنطلق، لا بد من حدوث تغيير على قدم وساق.

وتقول: “تلك هي المرة الأولى التي يكون فيها هذا العدد الكبير ممن يزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً الذين يشاركوننا فيما نشعر به. يجب أن تتغير الأمور فقط من أجل هذا، لأن ثمة المزيد وراءنا. جميعنا نطمع في الحصول على المزيد من الحياة، ونطلب المزيد من الحياة”.

في يونيو/حزيران، تحدثت في قمة techfit في مدينة ميونخ الألمانية، وفي أكتوبر/تشرين الأول ستلقي خطاباً في مؤتمر نسائي في وادي نابا بكاليفورنيا.

وتستمر قائلة: “الحياة مثيرة حقاً لأنني عندما أفتح بريدي الإلكتروني في الصباح، لا يكون لدي أي فكرة عما سيحدث”.

صارت لابوتشر شخصية مؤثرة أيضاً ولديها 56 ألف متابعاً على الإنستغرام والعدد آخذ في التزايد. حيث تغطي كل جوانب حياتها: السفريات، عملية الظهور في إطلالة رائعة، وجلسات التصوير، وتجربة علاجات ومنتجات التجميل، والمزيد من الجوانب الشخصية أكثر مثل افتقادها لأبنائها ميمي وماكس وكلابها. وبالطبع الركض الذي تحبه لابوتشر لأسباب كثيرة.

كتبت في تعليق في وقت سابق من العام الجاري 2019: “أشعر أنني طليقة”. “في بعض الأحيان توجد داخلك طاقة لا يمكنك تفسيرها. وكلما تلاءمت معها، كلما تتجلى أكثر. الحياة تدور حول الطاقة. كلما استطعت جذب المزيد من الطاقة، تمكنت من إنجاز المزيد.يا لها من دائرة قوية! “.

تمنح السباقات لابوتشر شيئاً يدفعها للعمل من أجله، وتقول: “أشعر بعدم الراحة إن لم يكن لدي هدف”، فضلاً عن الفوائد جسدية أيضاً.

وتتابع: “أحب أن أكون نحيفة، ربما هذا هو السبب الرئيسي وراء ممارستي الرياضة. لو كان بإمكاني الاستلقاء على الأريكة وتناول المالتيزرز ثم تناول حبة تخسيس، لربما كنت سأفعل ذلك. كذلك إذا ركضت خمسة كيلومترات في اليوم، لن يكون ذلك كافياً”.

بالنسبة للأشخاص في كل مكان الذين يريدون الخوض في رياضة الجري لكنهم يتساءلون كيف يمكنهم البدء، لدى لابوتشر بعض النصائح.

وتقول: “أود إخبار الناس أنهم إن أرادوا ذلك، يمكنهم الخروج والسير مسافة لعامود المصباح ثم ركض المسافة للعامود التالي. ثم التقدم إلى مرحلة مسافة عامودين، أي السير لعامودين ثم الركض لعمودين ثم السير ثانية. وفي نهاية المطاف الركض لمسافة خمسة عواميد ثم السير لمسافة عامود واحد. ليس عليكم فعل أي شيء أكثر من ذلك”.

لا يمكن لعائلة لابوتشر الاستغناء عن النشاط البدني، فهم من نوع الأشخاص الذين ينهضون في منتصف الليل للركض مسافة 50 كيلومتراً في الجو الحار الذي تتمتع به منطقة بحيرات القدرة فقط من أجل التسلية والتحدي، لكنهم يحبون الاسترخاء أيضاً ومشاهدة مسلسلات على نتفلكس أيضاً.

ورغم حبهم المشترك للركض لمسافات طويلة، تقول لابوتشر إن الوتيرة المفضلة لديها هي عندما تركض فقط مع زوجها في الأسابيع التي يسترد فيها صحته عقب المنافسة في سباق Ironman آخر.

وتحكي كارولين: “لو أننا ركضنا سوياً، فإنه يسبقني بعشرة أقدام ومن ثم أستهلك الكثير من الطاقة وأغضب وأود أن أقول ’مرحباً، أليس من المفترض أننا نركض سوياً؟‘…لكنه لا يرتاح عند الركض ببطء مثلما أفعل”.

مع ذلك برغم النهج المختلف، يتفق الزوجان تماماً من قلبهما على أحد أقوال ديفيد: “الوقت الذي تقضيه وأنت واقف على قدميك هو أهم ما يكون”. وهي تقول: “لا يهم ما الذي تفعله حينما تخرج، فقط افعله”.

وتضيف نصيحة أخرى مهمة جداً: “عليك الاستمتاع بما تفعل، إذ سيكون عليك التحلي بالرغبة في الخروج مرة اخرى غداً”.

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.