هل تعاني من الضغوط؟، هل تواجه صعوبة في النوم خلال الليل؟ هل تشعر بتشنجات عضلية أو تعاني من مشكلة ارتفاع نسبة السكر في الدم؟، إذا كنت تعاني أيًا من تلك الأعراض، فأنت تعاني من نقص في المغنيسيوم.
يعتبر المغنيسيوم والملقب ب”المعدن الهادئ”، أحد أكثر المعادن الشائعة التي رأيت المرضى يعانون من نقصها. فالجسم يميل إلى حرق السعرات الحرارية عن طريق المغنيسيوم عندما يتعرض الشخص للضغط، ومن منا لا يعاني من الضغوط في هذه الأيام ؟ فنحن نعيش في عالم يطغى عليه الانشغال الدائم، وبيئة تحثنا على أن نكون متحفزين على الدوام. فأثناء التنقل في زحمة المرور وصولًا للعمل ومن ثم إلى المنزل، تسحبنا حياتنا اليومية إلى اتجاهات كثيرة مختلفة، وتجعلنا نتصرف بشكل سريع.
كما نفقد المغنيسيوم حين نتناول القهوة المحببة إلينا، أو إذا ما تناولنا الكحول أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين. إلا أنه لسوء الحظ، لا يمكننا استبدال تلك المشروبات بالسرعة الكافية. ويمكننا أن نجد أفضل مصادره في الأطعمة المتمثلة في الخضروات ذات الأوراق الداكنة والمكسرات والشوكولاتة. بيد أن أجسامنا لا تمتص المغنيسيوم بنفس المعدل الذي تفقده به، ومُعظم الناس بخلافنا نحن المهتمين بالصحة لا يتناولون القدر الكافي من الخضروات خلال النظام الغذائي الذي يتبعه هؤلاء الأشخاص يوميًا.
يعد المغنيسيوم مسؤولًا عن العديد من الوظائف في جسم الإنسان. فبالإضافة إلى أنه يعمل على تهدئتنا ويساعدنا على النوم، فإنه يساعد على تخفيف الآلام الناتجة عن التشنجات العضلية. كما أنه مسؤول عن الحفاظ على الكالسيوم الموجود بالعظام، فحينما نعاني من نقص المغنيسيوم، يتحرك الكالسيوم بحرية داخل الجسم، مما يؤدي بدوره إلى الإصابة بتكلس الأنسجة وهشاشة العظام. ويلعب أيضًا دورًا بارزًا في موازنة نسبة السكر في الدم، فكما نرى، تزداد نسبة الإصابة بمرض السكري بسرعة الصاروخ على مستوى العالم. هل كنا سنصل لتلك النتيجة إذا لم يكن نقص المغنيسيوم منتشرًا بهذه النسبة ؟ وهناك أعراض أخرى شائعة لنقصه، ومنها القلق ومتلازمة ما قبل الحيض وقلة الطاقة والعصبية والتشنج العضلي والصداع النصفي واضطراب معدلات ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
إذن، كيف يمكننا علاج تلك المسألة؟، بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من الخضروات يوميًا، يمكنك تناول مكملات المغنيسيوم . ولكن وقبل أن تسرع للحصول على المكملات، يجب أن تعلم أنه لا يمكن للجهاز الهضمي أن يمتص جميع أنواع المكملات، كما أن تناول المغنيسيوم عن طريق الأدوية لا يساعد على دخول كميات كبيرة من مكملات المغنيسيوم إلى الجسم.
فإذا قررت تناول المغنيسيوم عن طريق الفم، يجب عليك التأكد من شراء النوع الذي يمكن للمعدة امتصاصه. على سبيل المثال، يصعب على الجهاز الهضمي امتصاص أكسيد المغنيسيوم وكلوريد المغنيسيوم ، ومن ثم، إذا قمت بشراء كبسولات أو حبوب، فإنك تهدر أموالك، لأن تلك المواد ستخرج مع الفضلات.
وتتمثل أفضل أنواع المغنيسيوم سهلة الامتصاص والتي يمكن تناولها عبر الفم في الجليسينات والسترات والمالات والثريونات. وتعد جليسينات المغنيسيوم أفضل الأنواع التي يمكنك تناولها إذا ما كنت تعاني من اضطرابات النوم، خاصة إذا كنت تعاني من الثرثرة الذهنية والتفكير أو التوجس الدائم بخصوص قائمة المهام الملقاة على عاتقك في اليوم التالي. فتركيبة الجليسينات ممتازة في تهدئة العقل. أما سترات المغنيسيوم، فهي تعُد نوعًا جيدًا فيما يخص علاج الإمساك، حيث أنها تساعد على اندفاع الماء إلى القولون مما يؤدي بدوره إلى زيادة حركة الأمعاء.
إذا ما كان الشخص يعاني مشكلات في القلب أو العضلات، فأنا أنصحه بمالات المغنيسيوم. وأخيرًا هناك ثريونات المغنيسيوم، والتي تعُد من أفضل الأنواع التي يمكن امتصاصها بسهولة ويتم تناولها عبر الفم، لكنها الأغلى ثمنًا أيضًا. هذا النوع هو الأفضل فيما يخص تحسين وظائف الإدراك والذاكرة حيث يمكنه الوصول إلى المخ.
وبينما لا يستطيع الجهاز الهضمي امتصاص كل من سلفات وكلوريد وأكسيد المغنيسيوم، فإن تلك الأنواع ممتازة فيما يتعلق بالامتصاص الموضعي، أو إذا ما تم تناولها عن طريق الجلد.
يمكنك استخدام تلك الأنواع عن طريق الجلوس في حمام مائي به هذه الأنواع، مثل طريقة أملاح الإبسوم، أو عمل حمام للقدم، أو استخدامها في صورة كريم أو زيت.
يعتبر زيت المغنيسيوم ممتازًا إذا ما أردنا وضع المغنيسيوم على موضع الألم. إلا أن هذا الزيت مُركّز للغاية، لذا يفضل استخدامه في أماكن صغيرة، خاصة لمن يعانون من الحكة. أما اللوشن، فهو ذو نسبة تركيز أقل مقارنة بالزيت، لذا فهو ممتاز للاستخدام على كامل الجسم.
وبصرف النظر عن نوع المغنيسيوم، يلاحظ مُعظم الناس المنافع الخاصة به سريعًا وبصورة تامة. ويعتبر أفضل وقت لتناوله هو في المساء قبل الخلود للنوم. حيث أن استخدام المغنيسيوم أثناء اليوم ربما يجعلك عُرضة للشعور بالتعب خلال النهار.
إذا أردت فحص نسبة نقصان المغنيسيوم في جسمك، حدد موعدًا مع طبيب علاج طبيعي يمكنه أن يرشدك إلى المكملات المناسبة التي تلبي احتياجاتك.