Site icon Livehealthy is for every body and mind in the middle east.

التمريض خلال أزمة فيروس كورونا: “تذكرت أنني قد أديت القسم المهني”

nursing

Shutterstock

في الأيام التي سبقت قرار الإمارات العربية المتحدة بتعليق الرحلات الجوية التجارية بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)؛ صدر الأمر لفرق التمريض بالإسراع إلى المطارات الأكثر ازدحامًا للمساعدة في فحص المسافرين الذين يريدون دخول البلاد.

ومن ضمن تلك المجموعات كانت هناك ممرضة فلبينية تُدعى كاسرين ليبوت وتبلُغ من العمر 29 عامًا، والتي تطوعت لتكون إحدى أعضاء الفريق الذي أرسلته الهيئة التابعة لها “في بي إس للرعاية الصحية” إلى مطار أبو ظبي.

وتقول ليبوت: “حينما أخبرونا في البداية أننا ذاهبون إلى المطار شعرت بالصدمة والخوف إلى حد ما، لأنني كنت أعلم ما يفعله الوباء الآن – وهو وضع يهدد الحياة، لكن حينها تذكرت القسم المهني الذي أقسمته، بأنني ممرضة ويجب عليّ أن أقوم بتأدية واجبي في مساعدة المرضى الذين يشعرون بالتعب ويطلبون مساعدتنا”.

وبدأت العملية في أول شهر مارس حيث كانت السلطات تحاول السيطرة على انتشار فيروس كورونا، وبدأت ليبوت العمل في التاسع من مارس، وقضت حوالي أسبوعين في مطار أبو ظبي الدولي.

وقامت ليبوت عبر الاستعانة بمعدات الحماية الشخصية وأدوات اختبار المسح عبر الأنف وملابس الجراحة والأقنعة والقفازات؛ بفحص أكثر من 500 من المسافرين وأطقم الخطوط الجوية بشكل يومي.

وتضيف ليبوت: “أبلغونا بأن علينا فحص جميع الركاب القادمين من الدول التي تعاني من خطورة الموقف – الصين وإيطاليا وسوريا… إلخ، ويجب فحصهم جميعًا للسماح لهم بالمرور من بوابة الهجرة، وقمنا بوضع تفاصيل كل حالة على أنبوب العينات الخاص بها، كي يتم أخذ تلك العينات لتحليلها في المختبر”.

“في اليوم الأول واجهنا مسألة الصدمة التي أصابت الركاب الذين لا يعلمون سبب تلك الفحوصات ومغزاها في هذا التوقيت، وكان تفسيرنا جميعًا هو أن علينا إجراء تلك الفحوصات لسلامة المسافرين والآخرين”.

وتشير ليبوت إلى أن “الأسبوع الذي سبق إغلاق الحدود الإماراتية كان يمثل أكثر الأيام إرهاقًا وقسوة خلال ساعات العمل التي بلغت 12 ساعة”.

وتقول كاسرين ليبوت: “شعر الكثير من المسافرين بالقلق أو الحزن لكننا فعلنا ما بوسعنا للإبقاء على الروح المعنوية العالية، وبعض أطقم الطيران شعرت بالتفاؤل في الايام الأخيرة لأنهم علموا بحقيقة الأمر”.

وتضيف ليبوت أنها شعرت بسعادة غامرة حين رأت الصداقة التي نشأت بين زملائها في المهنة.

وتقول ليبوت: “بسبب كثرة عدد المسافرين والرحلات الضخمة، أتت إلينا مجموعة من أطقم التمريض كدعم من مستشفى زايد العسكري وهيئة الصحة في أبو ظبي، وقد شعرنا بالسعادة للعمل معهم وانتهى الأمر بتعاون رائع بيننا”.

وهناك المُمرِّض الفلبيني جيريمي زامبرا الذي يعمل في أبو ظبي منذ 5 سنوات، والذي تطوع أيضًا لأداء الواجب والعمل داخل المطار.

ويقول زامبرا: “في المطار وخلال فحص الحالات الكثيرة كنا مشغولين للغاية، وبما أنني أعمل في مجال الرعاية الصحية لأكثر من 8 سنوات لم يكن بوسعي أن أقف لأشاهد العالم وهو يعاني، ورغم أنني كنت أعلم بالخطر الذي سأتعرض له إلا أنني لم أتردد في أداء دوري والتطوع لهذا العمل”.

ويضيف زامبرا أنه يشعر بالعرفان بشكل خاص لحكومة الإمارات العربية المتحدة وهيئة “في بي إس للرعاية الصحية” للحفاظ على العاملين في الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية ووسائل الحماية الشخصية التي تم تقديمها له ولزملائه، وهذا الأمر هو على النقيض مما شهدته مناطق أخرى من العالم، حيث واجهت الأطقم الطبية نقصًا في تلك الإمدادات.

ويقول زامبرا: “لم نعاني مُطلقًا من نقص معدات الحماية الشخصية، وهي المعدات اللازمة لحمايتنا وحماية كل شخص نلتقي به”.

وأشار إلى أن الكثير من المسافرين كانوا يشعرون بالتوتر والخوف، لأنهم يواجهون عملية ذات طراز عسكري لأخذ عينات منهم قبل السماح لهم بدخول الإمارات العربية المتحدة.

وأهم ما يتذكره زامبرا من تلك التجربة هو لفتات الشكر البسيطة التي حظي بها هو وزملاؤه من العامة الذين يشعرون بالقلق.

ويقول زامبرا: “حينما واجهت تلك النوعية من المسافرين كان عليّ أن أشرح الإجراءات المتبعة وأن أهدأ من روعهم، وكان دافعي هو كلمات الشكر البسيطة من المسافرين وتأكيدهم على أن نعتني بأنفسنا كأطقم طبية، تلك الكلمات القليلة جعلتني أشعر بالوفاء بل أنها تعني العالم بأسره بالنسبة لي، وسوف أقوم بتذكير كل شخص كي يقوم بالتعبير عن الشكر للأطقم الطبية التي تكافح ضد هذا الوباء”.

وكان لدى زامبرا رسالة أخرى موجهة لجميع زملاؤه من الأطقم الطبية:

“حافظ على التزامك وبالتأكيد سوف نتغلب على تلك الأزمة سويًا”.

Exit mobile version