يتعين على الآباء ان يتدخلوا مبكرًا عندما يكتشفوا إصابة أطفالهم بالبدانة، وذلك من أجل إنقاذ أطفالهم من المخاطر الصحية المرتبطة بالبدانة، ومساعدتهم على النمو بصحة جيدة.
تلك هي الرسالة التي يوجهها د. شريف الريفي استشاري الغدد الصماء للأطفال وأخصائي مرض السكري بمركز إمبريال كوليدج لندن.
ويقول المتخصص الذي يقيم في أبو ظبي، إن “40% من الأطفال على مستوى الإمارات العربية المتحدة، إما أنهم يعانون من زيادة الوزن أو مصابون بالبدانة”، وتلك البدانة تزيد من مخاطر إصابتهم بالأمراض الخطرة، بما فيها ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول، ومرض السكري من النوع الثانيفضلًا عن مشكلات التنفس وأمراض الكبد الدهنية.
“ودون ان يتم التدخُل لمنعها، فإن البدانة من الممكن أن تستمر مع الطفل حتى يصير شابًا، وما لذلك من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان”.
وهناك أيضًا العواقب النفسية المباشرة، والتي تأتي حين يتعرّض الأطفال لمضايقات من أقرانهم فقط بسبب أنهم من اصحاب الوزن الزائد، كما أن تعرُض هؤلاء الأطفال للبلطجة وسوء المعاملة بسبب وزنهم الزائد، من الممكن أن يدمر الثقة بالنفس لدى هؤلاء الأطفال، ويؤدي بهم إلى الانعزال عن المجتمع، حتى ولو على المدى الطويل.
ويحذر د. شريف الريفي من أن الآباء يجب عليهم الانخراط بشدة في مسألة تغذية أطفالهم، ويضيف أنه أثناء فترة نمو الأطفال، فإن اتباع الريجيم الذي يعتمد على تقليل السعرات الحرارية، دون إشراف طبي، لا يعد شيئًا مناسبا.
وأشار إلى أن “أهم الإجراءات التي يجب على الآباء الإقدام عليها، هي التحقُق من أن أطفالهم يتبعون نظامًا غذائيًا سليمًا، وأنهم يمارسون التمرينات الكافية لحرق السعرات الحرارية المُستهلكة، وأن يقوم الآباء باللجوء إلى طبيب أو متخصص طلبًا للعون، إذا ما لاحظوا أن أطفالهم يعانون من زيادة الوزن”.
وإليك نصائح د. شريف الريفي للآباء، فيما يخص زيادة وزن أطفالهم:
- الأطفال يتعلمون عبر المثال والقدوة، لذا يجب عليك أن تكون مثالًا يحتذون به، عبر تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، والالتزام بالعادات الصحية داخل الأسرة، وعلى سبيل المثال؛ يتعين ان يتم تقديم كميات مناسبة من الطعام في أوقاته، مع التركيز على الخضروات والفواكه، والخبز الأسمر واللحوم الخالية من الدهون.
- البحث عن أساليب مُبتكرة، لجعل الأطباق التي يحبها الأطفال أكثر صحة، عبر تعديل مكوناتها، وأيضًا البحث عن وصفات لجعل الأطعمة الصحية أكثر جاذبية.
- لا تحتفظ بالوجبات الخفيفة والحلوى في أماكن يسهل للأطفال الوصول إليها، ولا تستخدم تلك الأطعمة كهدية للأطفال، ويمكن بدلًا عن ذلك اللجوء لهدايا لا تتألف من الأطعمة، مثل اصطحاب الأطفال لمكان يحبونه.
- قم بتشجيع أطفالك على ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة لمدة 60 دقيقة على الأقل، مثل المشي وكرة القدم، أو اللعب في الأماكن العامة، في معظم الأيام إن لم يكن جميعها.
- قم بالاستفادة بشكل كامل من برامج الأنشطة البدنية التي توفرها المدرسة، وواظب على حضور الفعاليات الرياضية التي يشارك فيها أطفالك لأجل دعمهم.
- اجعل أطفالك لا يقضون أكثر من ساعتين يوميًا أمام شاشات الهواتف الذكية… إلخ، وحاول بدلًا من ذلك أن تشجعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية.