palliative care UAE

الرعاية المخففة التلطيفية في الإمارات العربية المتحدة “محدودة للغاية”

صرح أخصائيو الرعاية الصحية بأن الرعاية التلطيفية لمن يعانون من الأمراض الميؤوس منها لا تزال محدودة للغاية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة نتيجة سياسات التأمين القديمة والغير مناسبة وقلة الخبراء المدربين على الرعاية في مرحلة نهاية العمر.

فهي متاحة في عدد قليل جدًا من المستشفيات، كما أنه يوجد نقص في خيارات إدارة الألم في المراحل المتقدمة على الرغم من المحاولات الجاهدة على مستوى دولة الإمارات كلها لتطوير خيارات الرعاية الصحية.

مما يترك العديد من المرضى في مرحلة نهاية العمر يعانون كثيرًا حيث أن هؤلاء المرضى الذين يعانون من الأمراض الميؤوس منها يكون الألم أحد الأعراض الأكثر تكرارًا وخطورةً بالنسبة لهم.

يوضح الدكتور خالد محمود عبد الحميد أبو الدهب، المدير الطبي لمركز إن إم سي بروفيتا الذي يقدم الرعاية للمرضى عقب التعرض للإصابات الحادة في جميع أنحاء دولة الإمارات أنه “على الرغم من الفوائد المثبتة للرعاية التلطيفية في الدول المتقدمة، إلا أن توفير الرعاية التلطيفية الفعالة والمنظمة بشكل جيد لا يزال محدود جدًا في الدول النامية بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة”. واستطرد موضحًا أن “الرعاية التلطيفية تهدف إلى مساعدة الأفراد الذين يعانون من أمراض خطيرة ميؤوس منها على الشعور بالتحسن وذلك عن طريق معالجة أو منع الأعراض والآثار الجانبية للأمراض وطرق العلاج”.

“إلا أن الرعاية التلطيفية لا تخفف الألم وحسب، بل تمتد إلى علاج المشاكل الشعورية والاجتماعية والعملية والروحانية الموجودة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ميؤوس منها. وبالرغم من إمكانية تقديم الرعاية التلطيفية كصوره من صور الرعاية التي تقدم  للمسنين، إلا أنها تختلف عنها.

حيث يقول أن “كل من الرعاية التلطيفية ورعاية المسنين توفر الراحة للمرضى، ولكن الرعاية التلطيفية يمكن أن تبدأ من مرحلة التشخيص وتستمر كعلاج في نفس الوقت؛ أما رعاية المسنين فتبدأ بعد توقف محاولات علاج المرض وعندما يتم التأكد من أن المريض لن ينجو من هذا المرض”.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تحسن الرعاية التلطيفية من مستوى معيشة المرضى – وعائلاتهم أيضًا – عند مواجهة المشاكل المتعلقة بالأمراض المهددة للحياة.

يحتاج ما يقرب من 40 مليون مريض على مستوى العالم إلى الرعاية التلطيفية بينما يعيش نسبة 78 بالمائة منهم  في الدول منخفضة أو متوسطة الدخل. و على مستوى العالم، يحصل فقط 14 بالمائة من المرضى الذين يحتاجون للرعاية التلطيفية على هذه الرعاية  منهم قلة نادرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

فقد صنفت منظمة الصحة العالمية WHO  دولة الإمارات من ضمن مجموعة الدول الثالثة مما يعني أنها لا تملك سوى توفير الرعاية التلطيفية المنفردة.

وصرح الدكتور أبو الدهب بأن “تلك الدول  تتسم بأسلوب تطوير لنشاط الرعاية التلطيفية غير مكتمل وغير مدعوم بشكل كاف؛ مع محدودية توفر المورفين والمواد الأفيونية؛ ووجود عدد ضئيل من خدمات الرعاية التلطيفية التي غالبًا ما تتم بالمنزل وتكون محدودة نسبيًا بالنسبة لحجم السكان”.

“كما أن العديد من سياسات التأمين في دولة الإمارات على وجه التحديد تستثني خدمات الرعاية التلطيفية. وعادة ما تكون هذه الخدمات مكلفة من الناحية المادية بشكل يفوق متوسط قدرات معظم المرضى.”

يعاني أغلب المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية التلطيفية من أمراض مزمنة تؤثر على القلب والأوعية الدموية أو الجهاز التنفسي، ويعاني معظمهم من السرطان والسكري والفشل الكلوي.

وفي دولة الإمارات، يواجه المرضى الذين يعانون من مرض السرطان أغلب الصعوبات، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO، فان القوانين تحد من استخدام المورفين وغيره من المسكنات التي تستخدم في الرعاية التلطيفية ، بالإضافة الى الى قلة التدريب والوعي بالرعاية التلطيفية من قبل  أخصائي الصحة.

فالإحصائيات الموجودة بشأن استخدام المورفين صادمة.

يقول الدكتور أبو الدهب: “تستهلك الدول النامية ما يقرب من تسعة في المائة من نسبة المورفين في العالم على الرغم من أنها تمثل نسبة 83 في المائة من إجمالي سكان العالم”. وفي نفس الوقت، تستهلك عشر دول فقط نسبة 91 في المائة من المورفين في العالم وفق مجموعة دراسات الألم والسياسات بمركز سرطان الكربون في جامعة ويسكونسن”.

وعلى الرغم من وجود العديد من العوامل الأخرى المساهمة في هذا الصدد، إلا أن موقف دولة الإمارات الصارم بشأن وصف الأدوية يشكل الجزء الأكبر من المشكلة.

حيث يقول الدكتور أبو الدهب: “إن أحد العقبات الأساسية التي تواجهنا عند وصف المواد الأفيونية في رأيي الشخصي هي اللوائح المفرطة في تنظيم استخدام المواد الأفيونية في دولة الإمارات والتي قد تهدف في الأساس إلى الحد من سوء استخدام الأدوية”.

وقد حذرت منظمة الصحة الدولية WHO مرارًا وتكرارًا من أن الحاجة إلى الرعاية التلطيفية على مستوى العالم سوف تستمر في الزيادة نتيجة للعبء المتزايد للأمراض الغير معدية وازدياد عدد السكان الذين يعانون من الشيخوخة وهو ما ينطبق على بعض المناطق مثل الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

وشرح الدكتور أبو الدهب ذلك  قائلًا: “تتطور الرعاية الصحية بشكل كبير في دولة الإمارات ويتم بذل العديد من الجهود لتطوير خدمات الرعاية التلطيفية وزيادة أعداد مراكز الرعاية التلطيفية ورعاية المسنين. كما توجد زيادة كبيرة في عدد الأطباء والممرضين المدربين على الرعاية التلطيفية، وعدد كبير من الأطباء المدربين على الحد من الآلام”.

ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات لتحسين الموقف كان تطوير نهج لتسهيل وصف الأدوية الخاضعة للرقابة عبر استخدام نظام إلكتروني، وإنشاء برنامج قومي للرعاية التلطيفية باعتباره جزءًا من البرنامج القومي لمكافحة مرض السرطان ضمن الاستراتيجية الصحية العامة للدولة، وكذلك التأكد من زيادة تغطية التأمين الخاص بالمرضى الذين يحتاجون الرعاية التلطيفية ليشمل المرضى المتواجدين خارج المستشفيات وليس فقط بداخلها.

ويقول نويل كاربيو، مدير الجودة والتطوير في المستشفى الكندي التخصصي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن دولة الإمارات قد طورت من طرق توفير الرعاية التلطيفية.

واستمر قائلًا أن : “دولة الإمارات، والمستشفى الكندي التخصصي على وجه الخصوص، قد وضعت سياسة لمعالجة ‘خدمات الرعاية في مرحلة نهاية العمر’”.

تعمل هذه السياسة على تحسين الرعاية والدعم للمرضى في مرحلة نهاية العمر مع الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية والقيم الثقافية والدينية.

تشمل خدمات الرعاية التلطيفية إدارة الأعراض، ومعالجة المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ميؤوس منها بكل احترام وإجلال، ومعالجة الآلام وإجراء التقييمات باستمرار.

كما تعمل المستشفى على تطوير الرعاية الروحانية لدعم المرضى المعتنقين لمختلف الديانات – وذلك بسبب العبء النفسي الذي تفرضه عملية الموت على جميع الأفراد المعنيين.

ويقول كاربيو: “يواجه الموظفون المعنيون برعاية المرضى المصابين بأمراض خطيرة ميؤوس منها وأولئك المسؤولين عن رعاية المرضى في مرحلة نهاية العمر العديد من التحديات، منها على سبيل المثال: عدم القدرة على توقع موعد الموت، وفقدان المرضى بشكل متكرر، والتعامل مع أفراد الأسرة الذين يشعرون بالحزن الشديد والقهر”.

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.