بصفتي معلمة يوغا، رأيت جميع أنواع التصرفات على مدار السنوات السابقة. ووجدت أن الأمور التي تبدو من الذوق العام بالنسبة للبعض قد تبدو انتهاكًا للحرمات بالنسبة للبعض الآخر، وهناك بعض الأمور التي تكون غير واضحة إذا كنت معتادًا على حضور فصول التمارين الجماعية. حيث تكمن الفلسفة من التدريب في تعليمنا كيفية عيش حياة أفضل، ومن ثم فإن تطوير هذه الصفات داخل الفصل سوف يساعدنا بشكل كبير بعيدًا عن ممارسات الآسانا أو التمارين الجسدية.
الحضور مبكرًا إلى الصف
سواء كانت هذه المرة الأولى أو المرة الخمسمائة التي تحضر فيها، عليك الحضور قبل بضعة دقائق من بدء الصف. وإذا كنت مبتدئًا، من الضروري أن يتحدث معك المعلم(ة) حول الأساسيات أولًا، لمعرفة إذا كنت تعاني من إصابة أو إذا كنتِ حامل أو أي أمر آخر يجب أن يعرفه/ تعرفه قبل بدء التمرين. كما أن الحضور مبكرًا يساعدك على “الدخول” في الحالة المزاجية المطلوبة والتخلص من كل افكارك السلبية. حيث أن استغراق بعض الوقت في الجلوس أو الاستلقاء وإرخاء عقلك وجسدك سوف يمكنك من تحقيق أفضل استفادة من الصف.
التزام الصمت في المكان
إن اليوغا لا تشبه أي حصة تمارين جماعية معتادة. فهي مكان يشجعونا فيه على التعمق بداخلنا وليس التأثر بعوامل خارجية من حولنا. لذا بداية من وقت وصولك وجلوسك ، عليك اتباع الصمت من أجلك ومن أجل الآخرين من حولك.
عدم ارتداء الأحذية على الإطلاق
في معظم قاعات التدريب ، لا يسمح بارتداء الأحذية في صالة اليوجا، بل على العكس يعد ارتداء الأحذية غير مقبولًا تمامًا. وحتى عندما تخلع حذائك، لا تدس على حصائر الآخرين. فهذه المنطقة مقدسة، لأنها المساحة التي سوف يتحرك فيها الجسد، ويجب أن تكون خالية من أي آثار لأقدام الغرباء. فمثلما لا تخطو على سرير شخص ما، يجب عليك ألا تخطو على حصيرته.
احترام المساحة الشخصية
عندما يكون الصف ممتلئًا، عليك أن تراعي الأشخاص الموجودين حولك. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تؤدي حركة تحية الشمس، اجعل ذراعيك متجهين نحو الأمام والأعلى بدلًا من الاتجاه نحو الجانب ثم الأعلى إذا كنت سوف تمر على خدي أحد الممارسين بجانبك. ورتب حصيرتك بحيث تكون ملائمة لجسدك من أجل توفير المساحة للآخرين من حولك. فإحدى عناصر الفلسفة الخاصة باليوغا هي ” aparigraha”، أي عدم الطمع، وهذه هي الطريقة التي نتدرب بها عليه على حصرنا.
احترام تسلسل حركات المعلم
على الرغم من أن تعديل التمارين وفق إصابتك أو حدودك الجسدية يعد أمرًا مقبولًا، إلا أن الخروج عن حدود التمرين تمامًا غير مقبولًا على الإطلاق. فإذا كنت تشعر أنك تود القيام ببعض تمارين ال (كرنش) بدلًا من أوضاع السافانا أو تشعر بالرغبة في عمل وضعية الوقوف على الرأس بينما حان الوقت لأداء بعض الانحناءات أثناء الالتفاف، تجنب أن تفعل ذلك. فبالتأكيد هناك سبب حول تخطيط المعلم/ المعلمة لصف اليوغا بهذا الشكل، لذا عليك اتباع خطواته/ خطواتها. وفي بعض الأحيان، يكون التخلي عن “رغبتك” في أداء وضعية معينة هو الممارسة الفعلية لليوغا. وإذا شعرت أن هذه الوضعية “سهلة للغاية”، ربما اليوم هو وقت للتعمق في الأساسيات وتلك الأوضاع التي أصبحت أمرًا بديهيًا بالنسبة لنا. وإذا كان “لا يعجبك” أمرًا ما أو تشعر أنه “صعبًا للغاية” فسوف تتعلم بعض الدروس لتخطي ذلك أيضًا. جرب الأمور الجديدة وقاوم ، فعندها فقط سوف تشتد وتتجاوز مجرد أداء وضعيات التمارين.
النظافة أمر ضروري
تعد النظافة إحدى المبادئ الأساسية لفلسفة اليوغا، وتعرف باسم ” saucha” أي من الداخل إلى الخارج. قد يبدو هذا الأمر بديهيًا، إلا أن بعض الناس يعانون من رائحة الجسم الكريهة أكثر من غيرهم، لذا إذا كان هذا هو وضعك، عليك الاستحمام قبل الذهاب إلى الصف. فمن غير الممتع لزملائك في الصف أن يقوموا بحركات التنفس ujayyi ويستنشقون رائحة عدم نظافة شخص آخر.
تخلص من غرورك قبل دخول الصف
من المفترض أن تكون اليوغا “تمرينًا داخليًا للنفس” أكثر من مجرد تمرينًا خارجيًا للجسد. لذا، تخلص من حاجتك إلى إثارة إعجاب زملائك في الصف، وتابع أداء التمارين وتنافس معهم وحسب. قد يكون ذلك صعبًا بالنسبة لأولئك الأشخاص الطموحين ذوي الطبيعة التنافسية الذين يتسلقون مراحل حياتهم المهنية. هذا الأمر رائعًا ولكن خارج قاعة التدريب وليس هنا في صف اليوغا. بدلَا من ذلك، استخدم ذلك الانضباط (المعروف باسم ” tapas” في فلسفة اليوغا) للاستمرار في الحضور وممارسة التمارين، ولكن تقبل كونك مبتدئًا. ففهم الأمور قد يستغرق وقتًا ويحتاج إلى الاستمرار والممارسة. واليوغا ما هي إلا مساحة يمكنك أن تكون فيها على طبيعتك. ويكون كل يوم مختلفًا عن الآخر، فسوف تشعر في بعض الأيام أنك أقوى من الآخرين أو أنك أكثر مرونة من الآخرين، ولكن قد تشعر في بعض الأيام الأخرى أنك تعد الثواني للقيام بوضعية الطفل أو السافانا التالية.
يجب ألا يكون صوت تنفسك مسموعًا
يجب أن يكون صوت تنفسك أثناء أداء تمرين التنفس ” ujayyi” مشابهًا لصوت “الأميرة ليا” أكثر من صوت “دارث فيدر”. ويجب عليك ألا تهدر الكثير من طاقتك في الإفراط في التنفس بشكل أكثر مما هو مطلوب، لأن ذلك يصبح في الواقع تنفيس مفرط.
أغلق هاتفك
يعد هاتفك مصدرًا هائلًا للتشتيت لذا لا تبقيه بالقرب من حصيرتك. فلديك 24 ساعة في اليوم، ويجب أن تكون الساعة ونصف التي تؤدي فيها تمارين اليوغا خالية من أ إزعاج. لقد أصبحنا مرتبطين للغاية بهذه الأجهزة لدرجة أن الكثير من الأشخاص يحتاجونها بالقرب منهم مهما كان ما الذي يفعلونه. عليك أن تغلقه وأن تتركه في مكان ما بعيدًا عن نظرك تمامًا. وحتى إن وضعته على الوضع الصامت، لا يزال يمكن سماع صوت الاهتزاز في جميع أنحاء الغرفة. فهاتفك لن يزعجك أنت فقط أثناء أداء تمارينك، بل سوف يزعج من حولك أيضًا. حيث تدور الفلسفة حول ” asteya” التي تعني عدم السرقة، لذا لا تسرق وقتك أو وقت زملائك الثمين بهاتفك.
لا تتخطى تمارين السافانا
في هذا العالم المشغول دائمًا، يكون الجميع في عجالة من أمرهم. ودائمًا ما أوضح لطلابي أن تخطي تمارين السافانا أشبه برج قنينة مشروب غازي وفتحها قبل أن تهدأ الفقاعات بداخلها. فعليك أن تترك جسدك وعقلك يسترخون لبضعة دقائق حتى يكون النظام مستقرًا، لأن هذا النظام الذي سوف نتبعه هنا، سوف يخدمنا في النهاية خارج التمارين أيضًا.
• تم نشر هذه المقالة في الأصل عام 2020
