Omar Nour:Abu Dhabi Triathlon 2 (1)

عمر نور، رمز انطلاق سباقات الترايثلون في الشرق الأوسط

نحن الآن على أعتاب موسم سباقات الترايثلون وسنرى قريبًا مشهدًا مألوفًا يجمع بين المنافسين في العديد من الفعاليات التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأشهر القادمة، بما في ذلك الابتسامة المتألقة لعمر نور.

إن لاعب السباق الثلاثي المصري المحترف المتقاعد عمر نور يبدي حماسًا ملحوظًا لهذه الرياضة وحياته بوجه عام – وهو الشعور الذي أبرز وجهه كرمزٍ في سباق الترايثلون في المنطقة، إلا أن هذا لم يظهر في أي منافسة استطاع فيها وضع بصماته. على مدار السنوات السبع الماضية، كان لعمر نور دور جوهري في جعل الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط الكبير مكانًا أكثر صحة.

قرّر عمر نور خوض هذا السباق للوزن الثقيل وعمره 29 عامًا. وبعدها بثلاث سنوات، حصل على بطاقة المحترفين في الولايات المتحدة وخاض سباق النخبة على حلبة الترياتلون الأولمبية على مدار ست سنوات، قبل أن تتسبب الإصابة في خروجه من دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016.

إن قصته من السمنة إلى الرشاقة تعني أنه محارب قوي. وقد استطاع هذا اللاعب المصري تخصيص قدر كبير من وقته لتحفيز الناس على هجران حياتهم الرتيبة وممارسة التمارين الرياضية، وذلك بالتجوّل في أنحاء المنطقة للاستمتاع بمزايا نمط الحياة الصحية، وكان السباق الثلاثي (ترايثلون) أداة أساسية في نقل تلك الرسالة، وكانت النتائج واضحة. فعندما توجه عمر نور إلى الإمارات العربية المتحدة لأول مرة منذ سبع سنوات، لم يكن يمارس رياضة الترايثلون إلا عدد قليل من العرب، لكنّ تنوع المشاركين المتنافسين الآن يظهر مدى نجاح التحول الشامل.

يقول عمر “كان هناك تزايد ملحوظ في اهتمام الرياضيين العرب برياضة الترايثلون في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى النخبة أو الهواة”. “ربما لم نصنع بطلًا عالميًا حتى الآن، لكنني أعتقد أننا نستطيع فعل ذلك. “لا تنس أن هذه الرياضة لا تزال رياضة جديدة في العالم العربي. عندما بدأت في ممارسة معظم التمارين الخاصة بي، كنت أنا لاعب السباق الثلاثي المحترف العربي الوحيد. وعلى مستوى الهواة، كان المتنافسون العرب غير موجودين في الأساس.

” كانت هذه الرياضة تقتصر على الوافدين الغربيين فحسب، لكن حتى لو لم يستطيعوا المشاركة بانتظام، كان اختيار السباقات في المنطقة محدودًا للغاية، مثلما كان الحال في المنتجات والمدربين والتدريبات. لقد كان الأمر جديدًا للغاية”.

كانت الإمارات العربية المتحدة في قلب تحوّل سباق الترايثلون من التمرين المتخصص إلى فعاليات المشاركة الجماهيرية. وقد أفضت الرغبة في الترويج لنمط حياة صحية إلى عدد من المبادرات، حتى نالت أبو ظبي للمرة الثالثة على التوالي حقوق استضافة أولى جولات سلسلة بطولات الاتحاد الدولي للترايثلون منذ عام 2015.

منذ ذلك الحين، استقبلت أبو ظبي أبرز الأسماء الرياضية في شهر مارس من كل عام كانت تستضيف فيه البطولة، مثل الأخوة براونلي وماريو مولا، وحصلت مؤخرًا على حقوق استضافة نهائي البطولة في عام 2022. كان للعدد الأكبر من السباقات العادية والسباقات الثلاثية للمحترفين دور فعّال في زيادة شعبية هذه الرياضة.

 

 

 

ويتابع عمر نور “انطلقت في المنطقة مبادرة بارزة نحو حياة صحية”. “لقد تم استثمار الموارد في تطوير رياضات التحمّل وبدأ ذلك يؤتي ثماره. نحن نشاهد فعاليات الألعاب الاحترافية مثل ركوب الدراجات في الإمارات العربية المتحدة وبطولة الاتحاد الدولي للترايثلون في أبو ظبي، والتي تجلب أفضل الرياضيين في العالم إلى المنطقة وتساعد على إلهام المجتمع المحلي وتحفيزه.

“كلُ ذلك فضلًا عن العديد من الفعاليات المجتمعية، منها على سبيل المثال لا الحصر سلسلة سباقات الترايثلون المجتمعية في ترياس ومجلس أبوظبي الرياضي وسباق روي نصر التذكاري في دبي. ولا يزال تدفق هذه السباقات مستمرًا، مما يعني أن الرياضيين المحليين لديهم بعض الفرص الرائعة للمشاركة في هذه الرياضة.

الأهم من ذلك أن هذه النوعية من السباقات شقّت مسارًا خاصًا بها الآن، حيث نرى أخبارها في الصحف الإخبارية، فيراها الأطفال ويبدون رغبتهم في المشاركة، وهذا يشمل العرب بالتأكيد. كانت هذه السباقات تقتصر على الوافدين إلى حد كبير، ولكنّها أصبحت الآن جزءًا من الثقافة الرياضية، وفي الإمارات العربية المتحدة على وجه التحديد”.

فاتت عمر فرصة تحقيق هدفه في أن يصبح أول لاعب سباق ثلاثى مصري ينافس في الألعاب الأولمبية نتيجة إصابته بانزلاق غضروفي قبل ستة أشهر من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016. إذ ترك الأمر للأردني لورانس فانوس ليرفع علم الشرق الأوسط في البرازيل، ويأمل عمر أن يكون ظهوره مجرد بداية للتمثيل العربي في الألعاب الأولمبية.

يقول عمر “بدأت الاتحادات الآن في الظهور في جميع أنحاء العالم العربي”. “ولكن لا يزال هناك الكثير من الجهد اللازم، لأنها مع ذلك لا تتعدى كونها مجرد اتحادات صغيرة للغاية. كما أن هناك نقصًا في تطوير المواهب، لكن هذا أمر طبيعي، طالما كانت هناك رؤية، وهذا هو المهم.

“إن مسألة غياب الكثير من العرب في سباق الترايثلون” ترجع إلى محدودية الرؤية. ويتسأل الناس “لماذا لم نشاهد هذه السباقات على التلفاز؟ لماذا لم نشاهد أحدَهم يعبر خط النهاية؟ في الوقت الذي بدأت فيه العديد من البلدان بالقيام بهذا منذ 20 أو 30 عامًا بينما يبلغ عمر الاتحاد الفيدرالي لدينا عامين فقط.

“علينا التحلي بالصبر، فلا يراودني أدنى شك في أننا عاجلاً أم آجلاً سنرى المزيد والمزيد من الرياضيين العرب الذين سيمثلون منطقتنا في بطولات العالم والألعاب الأولمبية”.

على الرغم من أنّ عمر نور لم يعد يشارك في سباق الترايثلون، فلا تزال مشاركته في هذه الرياضة بارزة بوجه عام، بل هو حريص كل الحرص على أن يترك إرثًا لهذه الرياضة يتجاوز مجرد النتائج.

تعدُ رياضة الترايثلون رياضة أنانية بطبيعتها، لكن الحقيقة هي أن الفوز في السباق يتلاشى من الذاكرة. لا يتعلق الأمر بمستوى اللياقة البدنية، فلسوف تتباطأ الحركة لديك عاجلاً أم آجلاً، فما تتركه خلفك يجب أن يكون أقوى من مجرد أرقام وتواريخ مباريات. “لقد أصبح هدفي هو تأجيج حماس الناس بالترايثلون، لذا فإن أكثر شيء يسعدني عندما يأتيني أحد المراهقين ويقول “سمعتك تتحدث منذ ست سنوات وأنت السبب في أنني أمارس رياضة الترايثلون”…” حينئذ، أشعر بالقشعريرة تسري في بدني لأنني أدرك أنني جزء من صورة أكبر”.

 

Livehealthymag.com is for every body and mind in the UAE. This magazine is all about moderation, making small changes, little additions and the odd subtraction.

Search

اشترك في نشرتنا الإخبارية

كن أول من يعلم بأحدث العروض والحملات الترويجية.